الخميس، 15 أبريل 2010

الشطرنج من منظور الدول الراقية

الشطرنج من منظور الدول الراقية

لقد أولت الدول المتقدمة الشطرنج أهمية كبيرة جداً، حتى أنها قامت بإدخال هذه اللعبة ضمن مناهجها الدراسية، إضافة إلى إقامة بعض المدارس المتخصصة في هذا المجال وذلك لصقل إمكانات ومواهب بعض البارزين في مراحل مبكرة وتهيئتهم للحصول على الألقاب والبطولات.
وتأسس عام "1924" اتحاد دولي لهذه اللعبة يشرف على جميع البطولات الدولية والقارية ويقوم بإصدار النشرات الدورية سواء في مجال قوانين اللعبة وتطويرها أو في مجال نشر أحدث ما توصل إليه المنظرون والمحدثون في اللعبة من بعض الابتكارات والتحديثات على افتتاحات معينة، حيث أصبح الافتتاح علما بحد ذاته وهناك كتب متعددة تشرح وتفند ميزات كل افتتاح وتظهر مكامن الضعف والقوة فيه وهناك كذلك كتب أخرى تنمي التكتيك والاستراتيجية لدى اللاعب، وكتب لتدريب اللاعبين على خواتم "نهايات" الأدوار فقط.
وحدد الاتحاد الدولي كذلك الألقاب لهذه اللعبة وهي لكلا الجنسين، ولها عدة شروط ليستطيع اللاعب انتزاعها والألقاب على الشكل التالي:

1-
أستاذ اتحادي (Federal Master )أي مرشح لنيل لقب أستاذ دولي.
2-
أستاذ دولي (Master)
3
ـ أستاذ دولي كبير (Grand Master)

وثمة لاعبات حصلن على لقب أستاذ دولي كبير، حتى أن اللاعبة "جوديت بولفار" المجرية تلعب مع فريق الرجال في بلدها نظراً لمستواها الرفيع وتعتبر روسيا والمجر والصين من أفضل الدول عالمياً بالنسبة لفردي السيدات.

وحدد كذلك الاتحاد الدولي تصنيفات دولية للاعبين والتصنيف هو عبارة عن وحدات قياس ذكاء اللاعب، ويصدر لائحة خاصة بالتصنيف كل ستة أشهر وترتفع تصنيفات البعض وتنخفض تصنيفات البعض الآخر وذلك تبعاً لمستواهم ونتائجهم خلال تلك الفترة التصنيفية، وتوجد قوانين وشروط لحصول أي لاعب على تصنيف دولي، وكذلك توجد داخل البلدان تصنيفات محلية لها قوانينها وشروطها وهي منفصلة عن التصنيفات الدولية.

وقد قامت بعض الشركات الكبيرة أخيراً بإدخال هذا اللعبة إلى الكمبيوتر فأصبح هذا الجهاز الخارق يستطيع أن يلاعب أفضل اللاعبين في العالم ويجاريهم لكن دون أي ذكاء أو إبداع، فقط يختار النقلة الأقوى من وجهة نظر مبرمجية، وكان آخر هذا التحدي بين بطل العالم لجمعية المحترفين "غاري كاسباروف" والكمبيوتر المتطور جدا Deep Blue " ديب بلو" الذي يستطيع أن يحسب ويختار بين "180" مليون موقف في ثانية واحدة، وجرت هذه البطولة في جامعة فيلادلفيا الأمريكية في أوائل عام "1996" واستطاع كاسباروف سحقة بأربع نقاط مقابل نقطتين للكمبيوتر، وكان أجمل ما قاله كاسباروف بعد اللقاء "إنني أدافع عن الجنس البشري أمام هذه الآلة"!!

ولعلنا كعرب نحتاج أكثر ما نحتاج في وقتنا الحالي إلى تعميم هذه اللعبة بين أبنائنا لأهميتها في تغليب العقل على العاطفة والكف عن إيلاء "الحظ" تلك المكانة التي يحتلها في حياتنا.. ويفسدها،

فحساب النقلات في الشطرنج ودراستها ومنطقتها يمكن أن تكون جزءاً من المواجهة الحاسمة لركام الحظوظ الممكنة، والسبيل لفهم أثر التغيرات في الحياة العامة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق